وكذلك (بخْ) مخففة، يدلك على ذلك
قول العجاج):
وجدتنا أعزَّ مَن تنفسا
عند الحِفاظ حَسَباً ومِقيَسا
في حَسَبٍ بخٍّ وعزٍّ أقعَسَا
يمدح قومه، والحِفاظ: المحافظة على الأسباب التي توجب الشرف وجميل الذكر، والمِقيَس: مقايستهم إلى غيرهم من الناس. يقول: إذا قايسَنا مُقايس إلى غيرنا، كنا أعظم منه وأشرف، والبخّ: الذي يُتعجب من عِظمه وشرفه. والأقعس: المنيع الثابت.
قال سيبويه في التصغير: (وكذلك سَحَر تقول: أتانا سُحَيْراً وكذلك ضُحى، تقول: أتانا ضُحَيّا). يريد أن سحر وضحى مذكران. وقال النابغة الجعدي:
سبقنَ شماطيطَ من غارةٍ ... لأِلفٍ تكتبَ أو مِقنَبِ
كأنَّ الغبار الذي غادرتْ ... ضُحَيّاً دواخِنُ من تنْضُبِ
يصف خيلاً سبقن، يريد أنهن أغرن على قوم وسبقن، والشماطيط: الفِرق. يعني أنها لما أغارت تفرقت فِرقاً. وقوله: لألف تكتبَ يعني صار كتيبة وتجمّع، والمقنب: ما بين الثلاثين إلى الأربعين ونحوها. وقوله: