قلّ اللبن، فحرم الله عز وجل عليهم الدم إلا عند الضرورة. والنصُب: حجر كانوا ينصبونه، ويذبحون عنده لآلهتهم.

ويقال: نسَك ينسُك إذا ذبح على وجه القربة. والمعنى: لا تذبح ذبيحة تتقرب بها

إلى الأصنام، وأراد لا تنسُكنّ عنده، فعدىّ الفعلَ إليه. والمعنى واضح.

تقديم (ها) قبل (لعمرُ الله)

قال سيبويه في باب ما يكون ما قبل المحلوف به عوضاً من اللفظ بالواو: (وذلك قولك: إي ها الله ذا). ثم تكلم في (ها) وأنها عوض من حرف القسم وفي إثبات الألف بعدها، إلى أن قال: (فأما قولهم: ذا) يريد (ذا) الذي بعد قولك: إي ها الله ذا (فزعم الخليل أنه المحلوف عليه، كأنه قال: إي والله للأمر هذا، فحذف الأمر لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم، وقدّم (ها).

يريد أن الجملة التي هي جواب القسم (للأمر هذا) و (الأمر) مبتدأ، وخبره (هذا) واللام تدخل على المبتدأ إذا كان جواب القسم، كما تقول: والله لزيد قائم، ولعمرو ذاهب، فحذف المبتدأ مع اللام، وقدّم (ها) قبل القسم وهي في الأصل تكون في جواب القسم كما تقدم. وأنشد سيبويه بيت زهير:

تعلمنْ ها لَعَمْرُ الله ذا قسماً ... فاقصِدْ بذرْعك وانظرْ أينَ تنسكُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015