ثم مضى سيبويه في كلامه إلى أن قال: (وقد يجوز أن ترفع وتنصب ما في آخره الراء). يريد أن قوماً يجعلون الراء كغيرها من الحروف. قال الأعشى:

وأهل جَوٍّ أتتْ عليهمْ ... فأفسدتْ عيشهُمْ فبَاروا

ومرَّ دهرُ على وَبارِ ... فهلكتْ جهرةً وَبارُ

جَوٍّ: هي اليمامة، وفي (أتت) ضمير يعود إلى داهية ذكرها، وبَاروا: هلكوا، و (وَبار) زعموا مدينة كانت الجن تسكنها، وقيل (وَبار) موضع بالدهناء، وزعم بعضهم أنها بلاد كانت بها إبل حوشية، ونخل كثير ليس له من ينزِع كَرَبَه ولا يجتني ثمرته، وأن رجلاً وقع إليها، فركب فحلاً من تلك الإبل، وذهب نحو أرض قومه فتبعته الإبل.

حمَل (سبأ) على القبيلة فمنعه من الصرف

قال سيبويه في باب أسماء القبائل: (وكان أبو عمرو لا يصرف سبأ يجعله اسماً للقبيلة) وقال النابغة الجعدي:

يا أيها الناسُ هل ترَوْنَ إلى ... فارسَ بادَتْ وخدُّها رَغِما

أمسَوْا عبيداً يرعَوْن شاءكمُ ... كأنما كان مُلكهمْ حُلما

أو سبأَ الحاضرين مأرب إذْ ... يَبْنون من دون سيلهِ العَرِما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015