وقال أبو ذؤيب:

(فإنْ تُمْسِ في قبرٍ برَ هوةَ ثاوياً ... أنيسُك أصداءُ القبور تصيحُ)

الشاهد فيه أنه جعل الأصداء أنيسَ هذا الرجل المرثي، والأصداء لا يؤنس بها، وهو جمع صدىْ وهو طائر يكون في المفازة، والثاوي: المقيم، ورهوة مكان بعينه.

تقديم الاسم على فعل الشرط، وإعرابه

قال سيبويه في باب الجزاء، قال كعب ابن جُميل:

فإذا قامتْ إلى جاراتها ... لاحتِ السّاق بخلخالٍ زَجلْ

وبمَتْنَيْن إذا ما أدبرتْ ... كالعِنانين، ومُرتجٍّ رَهِلْ

(صَعدةُ نابتةُ في حائرٍ ... أينما الريحُ تميِّلها تمِلْ)

الشاهد فيه أنه أخر فعل الشرطْ وهو مجزوم، وقدّم الاسم قبله، ورفعه بإضمار فعل تفسيره هذا الفعل المتأخر. وهذا لا يجوز إلا في الشعر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015