يا ليتني ليلةً إذا هجَعَ ... الناسُ ونامَ الكلابُ صاحبُها

في ليلةٍ لا ترى بها أحداً ... يَحكي علينا إلا كواكبُها

ووقع الإنشاد في الخبر: (لا يُرى بها أحدُ) وعلى هذه الرواية لا شاهد في البيت، لأن (كواكبُها) بدلاً من (أحد).

إبدال المستثنى

قال سيبويه في الاستثناء، وقال الحارث بن عُباد:

والحربُ لا يبقَى ... لجاحِمِها التخيّلُ والمِراحُ

(إلا الفتى الصّبارُ في ... النَجَداتِْ والفرسُ الوَقاحُ)

الشاهد فيه أنه أبدل (الفتى) من (التخيلْ والمراحّ) ورفعه.

جاحم الحرب: أشدهاْ وأحرَها، والتخيل: من الخيلاء وهو التبخترْ وإسبال الإزار، والمِراح: من المرحْ وهو الفرح الشديد، والنجدات: جمع نجدةْ وهي الشدة، والوَقاح: الصلب الحافر.

يقول: إذا اشتدت الحرب، ذهب الخيلاءْ والمرح، وكان شغل كل إنسان بنفسهْ وتخليصهاْ والدفع عنها، وفي أوائل الحروب يختال الرجل، وينظر في أعطافهْ ويحب المبادرة، فإذا حميت شغلوا عن هذا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015