ودعوتَ لهْفكَ بعد فاقرةٍ ... تبدي محارفُها عن العَظمِ

كانتْ فريضةَ ما تقولُ كما ... كان الزِّناءُ فريضةَ الرَّجْمِ

(إلا كمُعْرِضٍ المُحَسِّرِ بَكْرَيْهِ ... يسبِّبني على الظلمِ)

الشاهد فيه أنه استثنى استثناء منقطعاً، لأن (معرضاً) لم يجر قبله ما يستثنى منه، ولكن هذا الاستثناء بمعنى لكنْ، وليس من الأول في شيء. والكاف زائدة، أراد: إلا معرضاً.

وإنشاد البيت الأول في الكتاب على صحة وزن، وهو من العروض الثانية من الكامل، والبيت الثاني يخرج من العروض الأولى من الكامل. وقد أنشد مع البيتين من القصيدة ما يوضح المعنىْ والوزن.

وأغضيتَ: أسبلت جفنك على عينك - لما قد أصابك من الغلبةْ والقهر - من أجل شتمي لك، وأنك لا تستطيع أن تقول مثل شعري. والرغم: الإذلال، ودعوتَ لهْفكَ: استغثتْ وتلهفت على ناصر ينصرك فلم تجد.

والفاقرة: ما ينزل به فيكسر فقار صلبه، والمَحارف: جمع محراف وهو الميل الذي تقدر به الشَّجَةْ والجرح. يريد أنه كان يهجوه هجاء يجري مجرى ما يكسر فقار صلبه. (كانت فريضة ما تقول): في (كانت) ضمير الفاقرة. يريد: كانت الفاقرة فريضة ما تقول فيّ من القبيح،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015