حذف لام الأمرْ وإبقاء عملها - ضرورة

قال سيبويه: (واعلم أن هذه اللام قد يجوز حذفها في الشعر يريد اللام التي تدخل على فعل الأمر وتعمل مضمرة، كأنهم شبهوها بـ (أنْ) إذ عملت مضمرة). قال متمم بن نويرة:

وكلُّ امرئٍ يوماًْ وإنْ عاشَ حِقبةً ... له غايةُ يَجري إليهاْ ومُنْتهَى

(على مثل أصحابِ البَعوضةِ فاْخُمشي ... - لك الويل - حُرَّ الوجه أو يبكِ مَن

بَكَى)

الشاهد في قوله (أو يبكِّ) وهو أمر للغائب، والأمر للغائب يكون بالفعل المضارعْ ويدخل عليه اللام، فلما اضطر حذف اللام.

وكان أبو العباس يدفع هذا القولْ ويقول: إن قوله (فاْخُمشي) في معنى (فلتخمشي) فعطف (أو يبكِ) على تقدير فلتخمشي، ولم يجزمه بلام محذوفة.

وهذا القول لا يُخرج الشاعر عن أن يكون مضطراً، وجعله أبو العباس مضطراً إلى أن يعدل فعل الأمر الذي للمخاطبْ والمبني في تقدير الأمر بالفعل المضارع الذي تدخل عليه اللام. وليس يدفع أن فعل الأمر قد يضطر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015