(ومثل ذلك: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر) يريد أن (غير) في هذا الموضع وصف، و (إلا) لو وقعت فيه في موضع (غير) جاز أن يوصف بها. وكذا قوله جلْ وعز (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم)، قال: (ومثل ذلك في الشعر قول لبيد:
وإذا جوزيتَ قَرْضاً فاجْزِهِ ... إنما يَجْزي الفتى غيرُ الجَمَلْ)
يريد أن الفتيان الفضلاء العقلاء يكافئون على الجميل، فأما البهائم فلا تكافئ على ذلك، لأنها لا علم لها.
يقول: فإن لم تكافئ فأنت مثل الجمل في أنه لا عقل لكْ ولا لب.
قال سيبويه: (أما إجراؤهم (ذا) بمنزلة (الذي) فهو قولهم: ماذا رأيت؟ فتقول: متاعُ حسن). وقال لبيد:
(ألا تسألان المرَء ماذا يُحاولُ ... أنَحبُ فيُقْضَى أُمْ ضَلالُ وباطلُ)