كان وجد عليهم من أجله، وكان على الجيش رجل يعرف بكافر بن فرتنا، أو عمرو ابن فرتنا، فمر الجيش على غطفان فاستجاشوهم على بني سليم، فهزمت بنو سليم الجيش، وطعن عمرو بن فرتنا واسر، ومتت غطفان إلى بني سليم بالرحم التي بينهم، فقال أو عامر جد العباس بن مرداس قصيدة يقول فيها: أن ما بيننا وبين

غطفان قد انقطع بما عملوه. أولهما:

أن بغيضا نسَبٌ فاسخٌ ... ليس بموثوقٍ ولا واثقِِ

(لا نسبَ اليومَ ولا خُلةً ... اتسع الخَرْقُ على الراتقٍ)

لا صُلحَ بيني فاعلموه ولا ... بينَكُمُ ما حملَتْ عاتقي

سيفي، وما كنا بِنَجدٍ وما ... قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشّاهِقِ

قوله: نسب فاسخ: أي باطل، لا يجب لهم أن ترعى الرحم التي بيننا وبينهم، لأنهم بدأونا بالحرب، وأعانوا جيش الملك علينا، ولم يرعوا ما بيننا وبينهم من رحم، فنحن أيضا لا نرعى لهم ولا نعطف، ولا نكف لأجل نسب بيننا وبينهم، ولا لأجل خلة وصداقة. وقد تفاقم ما بيننا وبينهم، فلا يرجى صلاحه، فهو كالفتق الواسع في الثوب الذي يتعب من يريد أن يرتقه.

وقد اضطر في هذا البيت إلى قطع ألف الوصل (في اتسع).

والشاهق: الجبل، والقمر: جمع قمري. وقوله: قمر الواد: أي القمر التي تكون أعشاشها في شجر الوادي تطير على الجبال وتصيح.

واضطر إلى حذف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015