بالابتداء، وإنما يحسن في البدل، إذا كان البدل مثله يصلح أن يكون جوابا لـ (من) أو غير (من) ممن يقتضيه المعنى. قال مالك بن خالد الهذلي:

يا ميَّ أن تفقدي قوما ولَدْتِهمِ ... أو تُخْلَسيهِمْ فإن الدهرَ خَلاّسُ

(عمروٌ وعبدُ مَنافٍ والذي عَهِدَتْ ... ببطنِ عَرْعَرَ أبي الضيم عبّاسُ)

تخلسيهم: يؤخذون منك بغتة، فإن الدهر من شأنه أن تؤخذ فيه الشيء بغتة: وعرعر: مكان معروف.

والشاهد فيه رفع (عمرو) وما بعده، ولم يجعلهم بدلا من (قوما) و (عباس) بدل من (الذي). ولو أبدلت فسد الكلام، لأننا إذا نصبنا (الذي) وجب أن ننصب الذي هو بدل منه، فكنا نقول: عباسا:

وقوله: والذي عهدت، الضمير عندي يرجع إلى مي، وترك لفظ الخطاب وأخبر عنها باللفظ الذي يكون للغائب، أراد. والذي عهدت، فلم يستقم له، فأتى باللفظ الذي للغائب.

الرفع على الاستئناف دون الاتباع تجديدا للمعنى

قال سيبويه في باب ما ينتصب على المدح والتعظيم: وذلك قولك: الحمد لله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015