والأواصر: القرابات، الواحدة آصرة، والرحم يجب مراعاتها في الغيب وفي غير الغيب. ثم قال: وإنا وإياكم إلى ما نسومكم من الصلح وترك الحرب لمثلان، ليس واحد منا أولى بطلب صلح صاحبه من الاخر، لأنكم لستم بأكثر عددا ولا عدة، ونحن أشد منكم، فأنتم إلى صلحنا أفقر منا إلى صلحكم.

قال سيبويه في الترخيم: قال الأسود بن يعفر:

ألا هل لهذا الدهر من مُتَعَلّلِ ... عن الناس مهما شاء بالناس يفعلِ

وما أنفكَّ منصبّاً عليّ مُسلَّطاً ... ببؤسي ويغشاني بنابٍ وكَلْكَلِ

والفى سِلاحي كامِلا فاستعارهُ ... شَليلي وأبْداني وسيفي ومغْوَلي

(وهذا رِدائي عنده يتعيرهُ ... ليَسْلبني عِزّي أمالِ بنِ حنظل)

يقول: هل لهذا الدهر شيء يشتغل به ويعمل في إفنائه وفساده سوى الناس! ثم قال: مهما شاء بالناس يفعل، يريد أن الدهر لا تنقص مكارهه وإفساده لأحوال الناس. والبؤسى: البؤس، ويغشاني بناب: أي يأكلني كما تأكل السباع، والكلكل: الصدر. يقول: قد ألقى صدره علي كما يلقي السبع صدره على فريسته. وقوله: وألفى سلاحي كاملا، يقول: وجده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015