غيره، وأظهرني: جعلني ظاهرا عليهم قاهرا لهم، والتعذير: أن يفعل الشيء ولا يبالغ فيه فإذا بالغ فيه فهو غير معذر. يريد إنه نصره نصرا بالغ فيه ولم يقصر.

جواز تذكير الفعل مع المؤنث المجازي

قال سيبويه قال أبو زبيد الطائي:

وسما بالمطي والذُّبَّل الصُّم ... - مِ لعمياءِ في مفاريطِ بيدِ

(مُستَحِنٍ بها الرياحُ فما يَجْ ... - تابُها في الظلام كلُّ هَجودِ)

ذكر هذان البيتان في قصيدة يرثي فيها أبو زبيد ابن اخته اللجلاج بن اوس.

وسما: علا وارتفع، وفي (سما) ضمير يعود إلى المرثي، والمطي: جمع مطية وهي الراحلة، والذبل: الرماح، والصم: الصلاب، العمياء: يريد لأرض عمياء لا علم فيها ولا منار. يريد إنه سير القوم في فلاة لا يهتدى فيها لجرأته وقوة نفسه. والبيد: جمع بيداء وهي الفلاة الواسعة، ومفاريطها: ما تقطع منها ولم يتصل. يريد أن بين كل فلاتين من هذه الفلوات مكانا ينقطع فيه الأثر فلا يدرى كيف يتوجه فيه.

(مستحسن) مجرور، يصلح أن يكون نعتا لـ (عمياء) ويصلح أن يكون نعتا لـ (مفاريط) ويجوز أن يكون نعتا لـ (زبيد) والمستحسنة: التي صوتها كأنه حنين الناقة، والهجود: الكثير النوم، ويجتاب ويجوب: يقطع. يقول: هذه البيد لا يقطعها كل رجل نؤوم.

ويروى: يجتازها من الجواز، يريد يجوزها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015