نحو قولنا: ضارب زيد عمرا، فزيد فعل ضربا بعمرو، وعمرو فعل ضربا بزيد. فإن نصبت عمرا ورفعت زيدا، ونصبت زيدا ورفعت عمرا جاز، والمعنى واحد.

والمسالمة: مصدر سالم، والفعل من اثنين. فلو قلت: قد سالم الحيات منه القدم - في شعر مرفوع - جاز. والمعنى كمعنى: قد سالم الحيات منه القدما، فلما كان المعنى على هذا؛ استجازوا أن يضمر للقدم فعل يكون فاعله ضميرا يرجع إليها، كأنه قال بعد قوله: قد سالم الحيات منه القدما: سالمت القدم الافعوان والشجاع الشجعما.

قال سيبويه: ومثل هذا البيت إنشاد بعض العرب لأوس بن حجر قال:

كأنّ بجَنْبَيْهِ خِباَءين من حصى ... إذا غَدَرٌ مَرّا به مُتَصايِفُ

(تُواهِقُ رِجلاها يداها، رأْسُهُ ... لها قَتَبٌ خلفَ الحقيبةِ رادِفُ)

إنشاد الكتاب: رجلاها يداها، على أن اليدين مضافتان إلى ضمير مؤنث وهو ضمير الأتان، وفي شعره: اليدان مضافتان الى ضمير مذكر وهو ضمير الحمار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015