سهام الاسلام (صفحة 141)

أيضا، ومن المشاهد أن الناس في درجات الايمان بخالقهم وتحليهم بحلية الايمان والحياء من الله ومن الناس متباينون ومختلفون، فمن الناس من يتغلب على طبعه الايمان والحياء، فيعز عليه أن يهان أو يسخر منه العباد، أو يتأثر - في نفسه - بما فعله من مخالفة لشرع الله، فيما نهى الله عنه، ذلك النهي الشديد المؤدي بفاعله إلى الوعيد والعذاب الشديد، فهو يترك المنكرات المنهي عنها لهذا المعنى.

والمنكرات التي تفسد على المسلم إسلامه قد تصدر ممن لا يخافون الله فيما يأتون، ولهذا يجب على الأمة جمعاء أن تكون يقظة منتبهة إلى ما يحدث في وسطها من كل ما لا يليق بالمسلم فعله إن كان قبيحا، أو تركه إن كان واجبا عليه فعله، وهذا من باب النصيحة لخاصة المسلمين وعامتهم، وقد بين العلماء من هم أهل الإنكار على فاعلي المناكر واشترطوا في القائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يكون عالما بما يأمر به أو ينهى عنه، ليخرج الجاهل منه، لأنه ليس أهلا له، وقد يكون أمره أو نهيه سببا يؤدي إلى الضرر والفساد في وسط المجتمع، فينتج عنه خلاف المقصود، وهو الضرر لا النفع، أو الفساد لا الصلاح، كما يشترط فيه أيضا الإسلام، فلا يتولى هذا المنصب الكافر، لأنه أولى بنفسه من غيره أن يتولى إصلاحها، فهو في حاجة إلى من يأمره هو بالمعروف - الإسلام - وينهاه عن المنكر - وهو الكفر - المتلبس به لأن هذا من خصال الإيمان، إذ المؤمن يدفعه إيمانه إلى القيام بهذا الواجب الكبير، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015