معنى قوله تعالى: (أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور)

{أَفَلا يَعْلَمُ} [العاديات:9] ، هذا الإنسان الجحود المحب للمال الشديد، {إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ} [العاديات:9] ، أي: استخرج وأثير من في القبور، {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} [العاديات:10] ، (حصل) أي: مُيز وبُين ووضح ما في الصدور.

فالمعنى: هذا الكفور المحب للمال حباً شديداً، الذي حمله حبه للمال على إضاعة دينه، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم بأفسد لها من حرص الرجل على المال والشرف لدينه) ، أي: حرص الشخص على المال، وحرصه على الشرف والجاه والمنصب يفسد دينه كما يفسد الذئبان الجائعان زريبة الغنم إذا نزلا فيها، كيف يصنعا بالغنم؟ يمزقان الغنم تمزيقاً، كذلك هذا الحريص على المال والجاه والشرف، يمزق الدين كما تمزق الذئاب الجائعة الأغنام في زريبة الغنم.

فالله يقول: أفلا يعلم هذا الإنسان الحريص على المال المحب له، الذي حمله هذا الحب على اكتسابه من الحرام وعلى ظلم العباد والتعالي عليهم والتكبر، {أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ} [العاديات:9] ، أي: استخرج وأثير من في القبور، {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} [العاديات:10] .

لأنه معلوم بداهة أنك مسئول حينئذٍ، إذا أخرجت من القبر وحصل ما في صدرك، فبُين أن هذا خير هذا شر نيته صالحة نيته فاسدة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015