قيل لأعرابي: فلاناً خطب فلانة، أمن يسر من دين وعقل قالوا نعم، قال: فزوجوه.

أوصى الديان بن قطن الحارثي ابنته، فقال: يا بنية لا يعلون صوتك على صوت زوجك، ولا يكون أمرك على أمره، واعلمي أن كرام النساء المغلوبات لا الغالبات، فإن أعطاك يسيراً، فاستزيدي، ولا تحقري، وإن أكثر لك فاشكري، ولا تبطري، وإن ساءتك منه خليقة، فكوني به رقيقة، واعلمي أن جواداً معسراً خيراً من عشرة مياسر بخلاء.

كان عمر رضي الله عنه لا يجيز نكاحاً عام سنة، يقول: لعل الضيقة تحملهم على أن ينكحوا غير الأكفاء.

خطب رجل، فلم يرضيه، وكان في عام جدب، فأنشأ يقول:

قل للذين أتوا يبغون رخصتها ... ما أرخص الجوع عندي أم كلثومِ

الموت خير لها من بعد منقصة ... سيقت إليه أبا ياجلةٍ كومِ

خطب خالد بن صفوان امرأة، فقال: أنا خالد بن صفوان، والحسب على ما قد علمت وكثرة المال على ما بلغت، وفي خصال سأبينها لك، فتقدمي علي أو دعي، قالت: وما هن؟ قال: إن المرأة إذا دنت مني أملتني، وإن تباعدت عني أعلتني، لا سبيل إلى درهمي وديناري، وثاقي على ساعة من المال، لو أن رأسي بيدي لنبذته، فقالت: قد فهمنا مقالتك، ووعينا ما ذكرت، وفيك الحمد لله خصال ما يرضى بها لبنات إبليس فانصرف، أصلحك الله وقال لبعض العرب يخاطب امرأته: [المتقارب]

فإما هلكت فلا تنكحي ... ظلوم العشرة حسادها

يرى مجده ثلب أعراضها ... لديه وينغص من سادها

قال رجل للحسن: إن لي بنية، وإنها تخطب، فمن أزوجها؟ قال: من يتق الله، فإنه إن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها.

قال إبراهيم بن ميسرة قال لي طاووس لتنكحن، أو لأقولن لك ما قال عمر لأبي الزوايد ما يمنعك من النكاح إلا عجزاً وفجوراً. قالت عائشة رضي الله عنها: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة كلب، فبعثني أنظر إليها، فقال: كيف رأيت؟ قلت: ما رأيت طائلاً، فقال: "لقد رأيت طائلاً، ولقد رأيت خالاً بخدها، حتى اقشعرت كل شعرة منك على حدة" فقلت: ما دونك ستر، ولا سر.

قال عون بن عبد الله: كان يقال من كان في صورة حسنة ومنصب لا يشينه، ووسع عليه في رزقه، وكان من خالصة الله تعالى ولبعضهم: [المتقارب]

تخبر من فيهم حسنة فتاةٌ ... وحق له أن يتيها

رائي نفسه ورائي غيره ... فلم ير فيه لشيءٍ شبيها

وفي معناه: ولما رآك العاذلون حجتهم، بوجهك، حتى كلهم لي عاذر.

قال الزبير بن بكار: قال جميل بن معمر: ما رأيت مصعباً يحتال بالبلاط، إلا غرت على بثينة بالجناب وبينهما مسيرة ثلاث.

قال العتبي: حدثنا أبو الغصن الأعرابي قال: خرجت حاجاً لبعض السنين، فلما مررت بقباء، تداعى أهله، وقالوا الصقيل، فنظرت فإذا جارية كأن وجهها سيف صقيل، فلما رميناها بالحدق، ألقت البرد على وجهها، فقلنا لها إنا سفر وقينا أجر فأمتعينا بوجهك فانصاعت، وأنا أغرق الضحك في وجهها وعينها، وهي تقول: [الطويل]

وكنت، متى أرسلت طرفك رائداً ... لقلبك يوماً أتعبتك المناظر

رأيت الذي لأكله أنت قادرٌ ... عليه ولا عن بعضه أنت صابر

ومر رجل فرأى فتاة من أحسن النساء، وأجملهن، فوقف ينظر إليها، فقال له عجوز من ناحية ما يقيمك على العراك النجدي، ولاحظ لك فيه، فقالت الجارية دعيه، يا أمتاه يكن لقول ذي الرمة: [الطويل]

وإن لم يكن إلا تعلل ساعة ... علي فإني نافع لي قليلها

قال جعفر بن محمد بن الجمال: مرحوم، قال: الأصمعي، خاصم رجل على امرأته إلى زياد فكأنه مال على الرجل، فقال له الرجل: أصلح الله الأمير، إن خير نصفي بني الرجال آخرهما يذهب حجله، ويثوب حلمه، ويجتمع رأيه، وإن شر نصفي بني الامرأة آخرهما يسوء خلقها، ويحد لسانها، ويعقم رحمها، فقال: اسفع بيدها.

وقد قال بعض الأعراب: [البسيط]

لا تنكحن عجوزاً إن أتوك بها ... وإن حبوك على تزويجها الذهبا

فإن أتوك، وقالوا إنها نصفٌ ... فإن أطيب نصفها الذي ذهبا

ذكر بعض الأعراب امرأة فقال: خلوت بها، والقمر يرنيها، فلما غاب أرتنيه.

طلق أبو الخندق زوجته، فقالت بعد صحبة خمسين سنة، فقال هذا ذنبك عندي لا غير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015