سفر نامه (صفحة 112)

بنوا عِنْده قبرا جميلا وَقد أوصى أبناءه قَائِلا (يرْعَى الْملك ويحافظ عَلَيْهِ سِتَّة من أبنائي يحكمون النَّاس بِالْعَدْلِ وللقسطاس وَلَا يَخْتَلِفُونَ فِيمَا بَينهم حَتَّى أَعُود) ولهؤلاء الْحُكَّام الْآن قصر منيف هُوَ دَار ملكهم وَبِه تخت يَجْلِسُونَ هم السِّتَّة عَلَيْهِ وَيَصْدُرُونَ أوامرهم بالِاتِّفَاقِ وَكَذَلِكَ يحكمون وَلَهُم سِتَّة وزراء على تخت آخر ويتداولون فِي كل أَمر وَكَانَ لَهُم فِي ذَلِك الْوَقْت ثَلَاثُونَ ألف عبد زنجي حبشِي يشتغلون بالزراعة وفلاحة الْبَسَاتِين وهم لَا يَأْخُذُونَ عشورا من الرّعية وَإِذا افْتقر إِنْسَان أَو اسْتَدَانَ يتعهدونه حَتَّى يَتَيَسَّر عمله وَإِذا كَانَ لأَحَدهم دين على آخر لَا يُطَالِبهُ بِأَكْثَرَ من رَأس المَال الَّذِي لَهُ وكل غَرِيب ينزل فِي هَذِه الْمَدِينَة وَله صناعَة يعْطى مَا يَكْفِيهِ من المَال حَتَّى يَشْتَرِي مَا يلْزم صناعته من عدد وآلات وَيرد (إِلَى الْحُكَّام) مَا أَخذ حِين يَشَاء وَإِذا تخرب بَيت أَو طاحون أحد الْملاك وَلم تكن لَدَيْهِ الْقُدْرَة على الْإِصْلَاح أمروا جمَاعَة من عبيدهم بِأَن يذهبوا اليه ويصلحوا الْمنزل أَو الطاحون وَلَا يطْلبُونَ من الْمَالِك شَيْئا وَفِي الحسا مطاحن مَمْلُوكَة للسُّلْطَان تطحن الْحُبُوب للرعية مجَّانا وَيدْفَع فِيهَا السُّلْطَان نفقات إصلاحها وأجور الطحانين وَهَؤُلَاء السلاطين السِّتَّة يسمون السادات وَيُسمى وزراؤهم الشائرة وَلَيْسَ فِي مَدِينَة الحسا مَسْجِد جُمُعَة وَلَا تُقَام بهَا صَلَاة أَو خطْبَة إِلَّا أَن رجلا فارسيا اسْمه عَليّ بن أَحْمد بنى مَسْجِدا وَهُوَ مُسلم حَاج غَنِي كَانَ يتعهد الْحجَّاج الَّذين يبلغون الحسا وَالْبيع وَالشِّرَاء وَالعطَاء وَالْأَخْذ يتم هُنَاكَ بِوَاسِطَة رصاص فِي زنابيل يزن كل مِنْهَا سِتّ آلَاف دِرْهَم فَيدْفَع الثّمن عددا من الزنابيل وَهَذِه العملة لَا تسري فِي الْخَارِج وينسجون هُنَاكَ فوطا جميلَة ويصدرونها لِلْبَصْرَةِ وَغَيرهَا وَإِذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015