زهره التفاسير (صفحة 7145)

(سُورَةُ الْأَنْبِيَاءِ)

تمهيد:

هي جديرة باسمها، لأن فيها قصصا من أخبار النبيين، وهو غير مكرر مع ما ذكر في غيرها من القصص، فكل قصة لست جزءا من القصة هو عبرة في موضعها غير مكرر مع غيره، وقد نبهنا إلى ذلك من قبل، وضربنا المثل بقصة بدء خلق الإنسان، والمفارقات.

وسورة الأنبياء سورة مكية وآياتها اثنتا عشرة آية ومائة.

وقد ابتدأت السورة الكريمة بذكر الساعة وقربها وما وراءها من حساب على ما قدمت أيديهم، (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)

ويأخذون الحياة لعبا ولهوا حتى ما يكون تذكيرا باليوم الآخر (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ. . .)

وقالواً لكل رسول جاءهمَ (. . . هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مثْلُكمْ أَفَتَأتونَ السِّحْرَ وَأَنتًمْ تُبْصِرُونَ)، واتهموا كل رسول يرسل إليهم بأن كلامه أضغاث أحلام وأن كلامه افتراء افتراه على الله تعالى، (. . . بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأتِنَا بِآيَةٍ. . .) ويذكر العبرة في حال من سبقوا (مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6)

ويخاطب نبيه فيقول: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7) وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8).

ولقد كفر أقوامهم فصدق الله تعالى وعده لأنبيائه فأنجاهم وأهلك الكافرين لأنهم أسرفوا في الضلال، وبين للنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه مذكور في الكتب قبله، وأن الكتاب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015