زهره التفاسير (صفحة 5473)

(سُورَةُ الرَّعْدِ)

تمهيد:

سورة مدنية، وعدد آياتها ثلاث وأربعون آية، وسميت " سورة الرعد " لقوله تعالى فيها: (وَيُسَبحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ. . .) ولو سُميت الكون والهداية لكانت التسمية محكمة.

وقد ابتدأت بالحروف المفردة (المر)، وأعقبها بإشارة إلى القرآن الكريم: (وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ).

ثم بعد ذلك بيّن اللَّه سبحانه وتعالى ما في الكون مما يدل على قدرة القادر ووحدانيته، فاللَّه هو الذي رفع السماوات بغير عمد مرئية، ولكن عدم رؤيتها لا ينفي وجودها، وسخَّرَ الشمس والقمر كلٌّ يجري لأجلٍ مسمى، فسبحان الذي يدبِّر الأمر يفصِّل الآيات لعلهم بلقاء ربِّهم يؤمنون.

وهو الذي مدَّ الأرض وبسطها، وجعل فيها جبالا رواسي، وأنهارا وجعل من كلِّ الثمرات، ومن كل من الحيوان وكل الأحياء زوجين اثنين، وجعل الليل والنهار آيتين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون، وجعل في الأرض قطعا متجاورات وجنات من أعناب، وزرع، ونخيل صنوان وغير صنوان، يسقى بماء واحد، ومع أنها متجاورة وتسقى بماء واحد، يفضّل اللَّه بعضها على بعض في الأُكُل، إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون.

وإن هذا الكون وما فيه يدل على أن الذي قدر على خلق الإنسان قادر على إعادته، كما بدأكم تعودون، (وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (5)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015