المجلد الثاني

باب: العموم

مدخل

...

باب: العموم

أعلم أن العموم من عوارض الألفاظ حقيقة.

وقد يطلق على غيرها، كقولهم: عمهم القحط، أو المطر والعطاء، لكنه مجاز، فإن عطاء زيد متميز عن عطاء عمرو، وليس في الوجود فعل -هو عطاء- نسبته إلى زيد وعمرو واحدة، وليس في الوجود معنى واحد مشترك بين اثنين.

وعلوم الناس وقُدَرهم، وإن اشتركت في أنها: علم وقدرة، لا توصف بأنها عموم.

والرجل له وجود في الأعيان، والأذهان، واللسان.

فوجوده في الأعيان لا عموم له، إذ ليس في الوجود رجل مطلق، بل إما زيد، وإما عمرو.

وأما وجوده في اللسان: فلفظة "الرجل" قد وضعت للدلالة عليهما1.

ونسبتها في الدلالة عليهما واحدة، فسمي عامًّا لذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015