قال بعضهم: ولما كان الكلام السابق كالمورد ففحواه للسؤال تنزل ذلك (?) منزلة الواقع؛ ولذلك استأنف الكلام الثاني جوابًا لذلك السؤال فقطعه دون حرف العطف، ومنه قول الشاعر:

زعم العواذل أنني في غمرة ... صدقوا ولكن غمرتي لا تنجلي (?)

وإنما لم يعطف صدقوا على زعم العواذل؛ لأنه حين (?) أبدل الشكاية بقوله: زعم العواذل أنني (?) في غمرة، كان ذلك مما يحرك السامع عادة ليسأل هل صدقوا في ذلك أم (?) كذبوا؟ وهذا يقال له: الفصل والوصف من علم المعاني، وهو ترك العطف بين الجمل التي لا موضع لها من الإعراب، وبالله التوفيق بمنه.

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015