دليل الداعيه (صفحة 132)

يختصون بتبليغ تفاصيله وأحكامه، ومعانيه نظرا لسعة علمهم به، ومعرفتهم بجزئياته ويزيد الأمر وضوحًا -وهو أن المكلف بالدعوة إلى الله تعالى هو كل مسلم ومسلمة- قول ربنا سبحانه وتعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} 1، ومعنى ذلك أن من اللوازم الضرورية لإيمان المسلم أن يدعو إلى الله، فإذا تخلف عن الدعوة دل تخلفه هذا على وجود نقص، أو خلل في إيمانه يجب تداركه بالقيام بهذا الواجب، وهو واجب الدعو إلى الله"2.

فمن هذا المنطلق نقول: إنه واجب على كل مسلم ومسلمة بعينه3، وليس خاصًّا بفئة من الناس أو بمؤسسة أو جمعية خيرية أو مركز دعوة، أو هيئة من هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو دائرة من الدوائر الحكومية، فالأمر أعم وأشمل وأهم من أن يسند إلى فئة بعينها ويسقط عن الباقين، فلا يحركون ساكنًا ولا يغييرون منكرًا؛ لأن أحدهم لا يعتبر تغيير هذا المنكر في نظره القاصر من خصوصياته ولا من واجباته، حتى لو حصلت هذه المنكرات في بيته فما عليه لو تركها ولم يغيرها، إن هذا الفهم جد خطير ومدمر للأخلاق والقيم، وفهم خاطئ شنيع في فهم الدعوة ومتطلباتها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015