ظاهرة ضعف الإيمان عند الملتزمين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين.

وبعد:

فيسر اللجنة الثقافية بجمعية التربية الإسلامية أن ترحب بكم وتشارككم في هذه الفعاليات للمخيم الشتوي، والتي نلتقي في هذه الليلة مع فضيلة الشيخ/ أبي علي نبيل العوضي إمام وخطيب جامع صفوان بن أمية بـ الكويت، وكما قد عرفه بعض الإخوة، وهو من إخواننا الطيبين والذي له أثره، وبعض أشرطته المنتشرة -ولله الحمد- قد لاقت قبولاً عند كثيرٍ من الناس.

فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياه لما يحبه ويرضاه، ونسأل الله لنا وله الإخلاص في القول والعمل.

ونترك المجال الآن مع فضيلة الشيخ ليلقي كلمته.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

العنوان كما تشاهدون: (كيف تقوي إيمانك؟) والمتكلم أحوج بهذا العنوان من السامع، وكل منا أدرى بنفسه، وكما قيل:

يظن الناس بي خيراً وإني لشر الناس إن لم تعفُ عني

قال بعض السلف: "لو كان للذنوب رائحة لم يطق أحدٌ أن يجلس عندي؛ ولكنه ستر الله جل وعلا".

فنسأله بعد الستر العفو.

العنوان هو: (كيف تقوي إيمانك؟) اسمع يا عبد الله إلى هذه الأمثلة من قصص سلفنا وحياتهم كيف كانوا يعيشون وكيف نعيش؟!

الواحد منا في بداية التزامه وهدايته يكون عنده حماساً وحرصاً وذكراً وخوفاً من الجليل، أما الآن فقد تغير الحال، بدأ هذا الشاب الملتزم يستمع إلى بعض الأغاني بدأ هذا الرجل الملتزم ينام عن صلاة الفجر ما الذي جرى؟

بدأ إذا مشى في الأسواق ينظر يمنة ويسرة ينظر لهذه ويلتفت إلى تلك ما الذي جرى؟

الإيمان قل وضعف، كان في السابق لا ينام الليل حتى يقومه أبداً لا ينام الليل كله، أما الآن فتمر عليه الليلة والليلتان والثلاث فلا يصلي حتى الوتر، كان في السابق يصوم الاثنين والخميس ويريد أكثر، أما الآن فيمر عليه الشهر وهو لا يصوم حتى ثلاثة أيام ما الذي جرى؟

يرى المنكرات فلا يشمئز قلبه، ولا يغضب لله، ولا يتكلم المنكرات تلو المنكرات ما الذي حدث؟

إن مؤشر الإيمان قد ضعف يقرأ القرآن وكأنه صحيفة أو مجلة يستمع إلى الآيات والمواعظ وكأنها حكايات ما الفرق وما الذي جرى؟

إنه الإيمان، فالقلب هو القلب؛ لكن الإيمان ضعف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015