مفارقات في المواقف تجاه فلسطين وإسرائيل

لا شك أيها الإخوة المؤمنون أننا نرى هذه المفارقات في الحادث الذي تحدثنا عنه من قبل، في استشهاد البطل الفريد والشيخ القعيد أحمد ياسين رحمه الله، وكيف كان من أعداء الله عليهم لعائن الله استهداف ثم إعلان واعتراف، وكيف كان لأعوانهم من دولة البغي والظلم الكبرى في العالم تأييد لهم، واعتراض على نقدهم أو إدانتهم.

ثم مع ذلك كله ومع هذا الصلف والاجتراء والعدوان نرى موقفاً آخر من قادة الدول العربية، وهو موقف التجاهل والتغافل سوى كلمات قليلة وبيانات رسمية حفظ الناس لغتها وعرفوا تحفظاتها، ثم في تلك المداولات والمشاورات القريبة لم يرد ذكر الحدث لا من قريب ولا من بعيد؛ خوفاً من أن يسيء ذلك إلى الأوضاع العامة، أو أن يؤثر على الموقف الدولي أو غير ذلك.

ثم انظروا إلى صفحة أخرى من المفارقات المؤلمة: فرقة واختلاف انفض به مؤتمر القمة ولم ينعقد حتى يومنا هذا، وإن كان أكثر الناس لم يكونوا معولين شيئاً عظيماً ينتظر منها.

وفي الوقت نفسه انظروا إلى الحدث القريب: سبع دول لا تجمع بينها لغة، ولا يربط بينها دين، ولا توحدها جغرافيا قريبة، تأتلف وتنظم إلى دول أخرى ليتسع هذا الاتحاد وتعظم قوته وتكثر دوله، وتكون صفاً واحداً فيما يحقق مصالحها ويواجه أعداءها.

وكذلكم تعلمون ما زاد من دول عشر في الاتحاد الأوروبي، ونحن كأوراق شجرة في خريف تتساقط واحدة تلو الأخرى.

وأزيدكم من المفارقات القريبة العجيبة في القوة والإعلام الذي يظهره اليهود عليهم لعائن الله في دولة الغصب في أرض فلسطين، وهم يعلنون أسلحتهم النووية، وبرامجهم التي تصنف، ويكتب عنها في البحوث والكتابات الرسمية، ولا يستحيون من ذلك أو يخشون أحداً، ولا تستطيع دولة في الدنيا كلها أن تقول: إن عندهم أسلحة دمار شامل أو غير شامل، وفي مقابل ذلك ضعف وخذلان، وإقرار وتسليم مخزٍ لم يقع في عالم اليوم مثله يكون من دولة عربية مسلمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015