الاعتناء بالقرآن تدبراً وعملاً

الحمد لله الذي خلق فسوى وقدَّر فهدى {خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ * وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} [الرحمن:14 - 15] فسبحانه من إله خلق فسوى! ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وله الحمد في السماوات والأرض، وله الكبرياء والعظمة، وأشهد أن لا إله إلا الله إيماناً به وتوحيداً، لا رب لنا سواه، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، يحيي ويميت، بيده الخير ومنه الخير وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الآيات والمعجزات التي بهرت العقول، ودلت على نبوته وصدق رسالته، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا عباد الله: اتقوا الله عز وجل، وتدبروا آيات القرآن العظيم التي فيها من الأخبار ما يملأ القلوب؛ من الإيمان والتصديق والزيادة في معرفة الله العظيم لا تشغلوا أنفسكم بما يضركم في الآخرة والأولى.

عباد الله: إن الإكباب على الملاهي، وعلى المجلات والجرائد، والقصص المختلقة؛ إنما هي دسائس من أعداء الإسلام؛ ليشوشوا أفكاركم، وحتى لا تعتبروا بما في كتاب الله، ولا بما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحتى لا تعتبروا ولا تتعظوا بما في هذا الكون العظيم من مخلوقات الله.

عباد الله: ارجعوا إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله إلى الدستور العظيم إلى القرآن الكريم إلى المنهج القويم إلى الينبوع الصافي إلى حبل الله المتين إلى الصراط المستقيم إلى كتاب الله العظيم، الذي من حكم به عدل، ومن تمسك به نجا، ومن دعا إليه فقد هدي إلى صراط مستقيم، ومن تركه تجبراً وتكبراً قصمه الله.

فكتاب الله العظيم في تلاوته الأجر الكثير؛ فمن قرأ حرفاً من القرآن؛ فله به عشر حسنات، فيا له من خير فضيل لو كانت القلوب تعقل؛ كما قال عثمان رضي الله عنه وأرضاه: [[لو طهرت قلوبكم لما شبعت من كلام ربكم]] فإنه أصدق الكلام.

وارجعوا إلى خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، واحذوا محدثات الأمور، فإن كل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، واحذروا التفرق يا عباد الله.

وصلوا وسلموا على رسول الله، امتثالاً لأمر الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56] ويقول صلى الله عليه وسلم: {من صلى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشراً}.

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين عاجلاً غير آجل اللهم ردنا إليك رداً جميلاً، اللهم اشف مرض قلوبنا اللهم اشف مرض قلوبنا اللهم اشف مرض قلوبنا اللهم طهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وألسنتنا من الكذب، وعيوننا من الخيانة، واجعلنا متحابين فيك يا رب العالمين.

اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين أجمعين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم قيض لهم جلساء صالحين ناصحين، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة، اللهم أصلحنا وأصلح ولاة أمورنا، وأصلح أولادنا وأهلينا وإخواننا وأخواتنا، وجميع المسلمين والمسلمات.

اللهم اجعلنا هداة مهتدين نأمر بالمعروف ونفعله، وننهى عن المنكر ونجتنبه إنك على كل شيء قدير، اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم.

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا، نسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الكريم المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، اللهم يا حي يا قيوم، اللهم أمد إخواننا المجاهدين بعونك، اللهم أمدهم بقوة من عندك، اللهم انصرهم نصراً مؤزراً، اللهم انصرهم على أعدائك وعلى أعداء الإسلام والمسلمين يا رب العالمين! اللهم اجعل أعداء الإسلام والمسلمين غنيمةً لأوليائك الصالحين، اللهم مكن المجاهدين منهم يا رب العالمين، اللهم اجعلهم يأسرونهم ويسبون نساءهم وذراريهم، اللهم اجعل أعداء الإسلام والمسلمين غنيمةً لعبادك المؤمنين يا رب العالمين! اللهم لا حول لنا ولا قوة إلا بك، وحسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان من بلدان العالم الإسلامي يا رب العالمين! اللهم انصرهم بنصرك، وأيدهم بتأييدك إنك على كل شيء قدير ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل:90 - 91] واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، أكثروا من ذكر الله؛ فإن ذكر الله يقربكم من الله، وأكثروا من شكر نعم الله؛ فإن الشكر يزيد النعم، وإياكم وكفران النعمة، حافظوا على هذه النعم يا عباد الله! فإن بشكرها تقر، وبكفرها تفر، وفقني الله وإياكم لشكر النعمة إنه على كل شيءٍ قدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015