موسم الحج المبارك

الحمد لله الذي فرض على عباده الحج، وندبهم إلى الإتيان إليه من كل فج، وحثهم على التقرب إليه بالعج والثج، أحمده تعالى وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شرع الشرائع وأحكم الأحكام، وجعل الحج ركناً من أركان الإسلام، وسبباً لدخول الجنة دار السلام، ووسيلةً لتكفير الذنوب والآثام، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، أفضل من صلَّى وزكَّى وحج وصام، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله البررة الكرام، وصحبه الأئمة الأعلام، شموس الدجى ومصابيح الظلام، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا إخوة الإسلام! ويا حجاج بيت الله الحرام! أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل.

عباد الله! حجاج بيت الله! في هذه الأيام المباركة تعيش الأمة الإسلامية فرضاً عظيماً، وموسماً كريماً، تخفق له قلوب أهل الإيمان، وترنو إليه أبصارهم، وتتطلع له همم أهل الإسلام، إنه موسم الحج إلى بيت الله الحرام.

ها هي قوافل حجاج بيت الله الحرام، وجموع ضيوف الرحمن، ووفود الملك العلَّام، أتت من كل فجٍ عميقٍ؛ ليشهدوا منافع لهم، فدافعهم الإيمان، وقائدهم الرغبة، وحاذيهم الشوق، وحافزهم الأمل فيما عند الله سبحانه؛ من الرحمة والرضوان، والجود والغفران.

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من حجَّ فلم يرفثْ ولم يفسقْ رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه} ولهما - البخاري ومسلم - عنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {العمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015