وقفات مع الهجرة النبوية

إن الحمد لله، نحمدك اللهم ونستعينك ونستهديك ونستغفرك ونتوب إليك، ونثني عليك الخير كله، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، لك الحمد بالإسلام ولك الحمد بالقرآن، ولك الحمد بالمال والأهل والمعافاة، كبت عدونا، وأظهرت أمننا وجمعت فرقتنا ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا، فلك الحمد والشكر على ذلك كثيراً، لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا، ولك الحمد على كل حال، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، ونشهد أن لا إله إلا أنت سبحانك أنت الواحد فلا شريك لك، والأحد فلا نِدَّ لك، شرعت الهجرة والجهاد، لدرء الشر والفساد ووعدت عبادك المؤمنين بالنصر والفتح المبين، والعز والتأييد والتمكين.

ونشهد أن نبينا محمداً عبدك ورسولك، ومصطفاك وخليلك، شكر نعمتك وحقق عبادتك، وبلغ شريعتك، ونصح خليقتك، وهاجر وجاهد لإعلاء كلمتك، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:-

فيا أيها الناس: اتقوا الله ربكم، فإنه سبحانه وتعالى حقيق أن يتقى، بأن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ} [النحل:52].

أمة الإسلام: في مطلع كل سنة هجرية، ومع إطلالة كل عام جديد، تبرز في تاريخنا الإسلامي المجيد أحداث عظام ووقائع جسام، لها مكانتها عند أهل الإسلام، ولها أثرها البالغ في عز هذه الأمة، ونصرها وقوتها، وصلاح شريعتها في كل زمان ومكان، وتحقيقها سعادة البلاد والعباد في أمور المعاش والمعاد.

أيها الإخوة في الله: ما أجمل أن نقف بعض الوقفات مع عدة قضايا مهمة، جديرة بالتنبيه والإشادة، وحرية بالتذكير والإفادة، لا سيما ونحن نعيش مع إشراقة عام هجري جديد، علَّ هذه الوقفات تكون سبباُ في تحريك الهمم واستنهاض العزائم للتمسك الجاد بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مصدر العزة والقوة والتوفيق في الدارين، والخير والسعادة في الحياتين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015