عروة بن الزبير وهمته في سؤال الله وطلبه

إن كثيراً من الناس يدخل المسجد، ثم يخرج منه ما سأل ربه همة عالية، يركع ويسجد ويكرر كلمات بعضهم لا يتأمل معناها، فقد ذكر أن رجلاً صلى وراءه عروة بن الزبير، فقال له: [يا ابن أخي! أما لك حاجة عند ربك؟ فالتفت ذلك الرجل إلى عروة، فقال: أما لك حاجة عند ربك؟ إني أسأل ربي كل شيء، حتى الملح لطعامي] فاسألوا الله الدقيق والجليل، واجعلوا الهمة العالية، والدعاء والحظ الأوفر والنصيب، والقدح المعلى من الدعاء، اجعلوه لسؤال الله الجنة، اسألوا الله جل وعلا النجاة من عذاب النار، والنجاة من فتان القبر، اسألوا الله الأمان يوم فزع الخلائق، اسألوا الله الطمأنينة يوم هول المحشر، اسألوا الله العبور على الصراط.

ينبغي أن يتذكر الإنسان هذه الأحوال، وأن يسألها ربه، وأن يجعلها من أعلى هممه، لا أن يجعل همته محل بيع أغاني، أو محل بيع أشرطة فيديو، أو سيارة من بلد كذا، أو فلة على شارعين، أو رصيداً قدره كذا وكذا، لا بأس لو سأل ربه مباحاً من المباحات، لكن ليست هذه هي الأمنية، وليست هذه هي الغاية، ولا تقف همة مسلم عند هذا الحد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015