وقفة مع تعليم المرأة

أيها الأحبة النساء إن كن في أمية فهذه الأمية قد تكون خطراً عليهن، بل قد يتحقق الخطر فيهن بسبب هذه الأمية.

وإذا النساء نشأن في أمية رضع الرجال ضلالة وخمولا

نعم -أيها الأحبة- لا بد أن تتعلم المرأة القراءة والكتابة، لا بد أن تتعلم حظاً يعينها على فهم دينها وأحكام عباداتها ومعاونة أبنائها وأطفالها، أما تعليم المرأة لأجل وظيفتها فتباً وبعداً وسحقاً، أما تعليم المرأة لأجل توظيفها لا يتحقق التعليم إلا لهدف الوظيفة فليس لهذا تعلم المرأة، نعم نحن نوافق على أن تتعلم المرأة لسد حاجة من حاجات المجتمع في الطب وفي التعليم، في طب النساء والولادة وفي التعليم، فهذا نوع فرض كفاية تقوم به طائفة من نساء المجتمعات الإسلامية لسد حاجة الأمة في هذا المجال، أما تعليم كل النساء من أجل الوظائف فلنكن صرحاء ولنكن على مستوى الوضوح: أنستطيع أن نوظف جميع المتعلمات في الطب والتعليم؟ لا.

إذاً أين يتوظف البقية؟ أين سنحدث لهن الوظائف، أيختلطن مع الرجال؟! تباً وبعداً وسحقاً لهذا التعليم إن كان مقصوداً به اختلاط النساء بالرجال، أو توظيف المرأة في مجالات لا يبيح الشرع أن تتوظف فيها.

قد يكون للمرأة حاجة في أن تتوظف وظيفة؛ إما لفقد وليها أو عائل أسرتها، فلا بأس ببعض الوظائف في معزل من الرجال، في طبيعة تناسب عملها، لا نستطيع أن نحصر الوظائف في الطب والتعليم فقط، فقد توجد بعض الوظائف المساعدة والمساندة في بعض الدوائر والمجالات، لكن لا علاقة للمرأة بالرجل في هذه الوظيفة، لا علاقة للرجال بالنساء.

أيها الأحبة إني لكم لنذير عريان، والرائد لا يكذب أهله، إذا رأيتم نذيراً يلوح عرياناً من خوف خطر داهم على الأمة: اعلموا -أيها الإخوة- أن الأمم التي وقف فيها الرجل مع المرأة، المرأة قد أبدت (زندها) وذراعها، وكشفت فخذها وساقها أمام موظف في مكتب واحد، والله كان التعليم عندهم مستقلا ثم أصبح مختلطا، ثم اختلطت في بعض الوظائف وهاهم الآن في المجتمعات يشكون ألوان الحمل غير المشروع، والإجهاض والاغتصاب والخيانات الزوجية بسبب هذا الباب.

فيا أمة الإسلام يا غيرة الرجال! يا غيرة الشجعان على أمتهم ودينهم! انتبهوا لهذا الأمر، ولا سبيل إليه ولا سبيل للانتباه إليه إلا بتحقيق الوعي وتحذير المرأة وبيان ما يراد بها، إن أعداء الإسلام يريدون أن يجعلوها سلعة رخيصة في متناول أيديهم، يقول أحد مفكري الإسلام يقول: إن الذين يطنطنون وينادون بحرية المرأة في الوظائف والتعليم باختلاط المرأة في الوظائف والتعليم وينادون بما يسمى بحرية المرأة، والله إنهم لا يريدون حريتها ولكن يريدون حرية الوصول إليها.

نعم، يريدون حرية الوصول إلى المرأة؛ في المتجر، وفي الوظيفة، وفي المكتب، وفي الجامعة، وفي كل مجال، وفي كل مكان، فيا أمة الإسلام! يا ذوي الهمم! ويا ذوي الغيرة! ويا أهل الإباء والشمم! عاركم على أنفسكم إن استحل واستفحل الخطر الداهم في مجتمعنا المسلم، في أمتنا المحافظة، في هذه القلعة الأخيرة من قلاع العالم التي لا زال فيها بقية طيبة من دين الإسلام تحكم شريعته وتعمل به.

اللهم من أراد بنا سوءاً فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء.

اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اهد إمام المسلمين، اللهم أصلح بطانته، اللهم أصلح مضغة قلبه، اللهم قرب له من علمت فيه خيراً له ولأمته، وأبعد عنه من علمت فيه شراً له ولأمته، اللهم اجمع شمله وإخوانه وأعوانه على ما يرضيك يا رب العالمين، اللهم لا تفرح علينا ولا عليهم عدواً ولا تشمت بنا ولا بهم حاسدا.

اللهم أبرم لأمتنا أمر رشد يعز فيه أهل دينك ويذل فيه أهل معصيتك، ويعز فيه أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، اللهم أيد الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، اللهم وفق الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، اللهم أعز الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، اللهم ثبتهم وارزقهم البصيرة في الدين والعمل والمعاملة يا رب العالمين.

اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا، اللهم من كان منهم حياً فمتعه بالصحة والعافية على طاعتك، ومن كان منهم ميتاً اللهم فجازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا.

اللهم لا تدع لأحدنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا حيران إلا دللته، ولا غائباً إلا رددته، ولا باغياً إلا قطعته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا تائباً إلا قبلته، ولا أيماً إلا زوجته، ولا عقيماً إلا ذرية صالحة وهبته، بمنك يا أرحم الراحمين.

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90] فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على آلائه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015