من مواقف الصالحين من الدنيا

هذا سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث رضي الله عنه رزقه الله بخمسين ألف درهم فوزعها على إخوانه كلها، فتعجب الحاضرون وقالوا: يا إمام أتوزع عليهم خمسين ألف درهم، قال: عجباً إذا كنت في كل صلاة أطلب لهم الجنة أفلا أوزع عليهم شيئاً من حطام الدنيا؟! يعني: أن المسألة أكبر من هذا، فليست القضية قضية كلام، وإنما القضية قضية عمل، فأنا أطلب لهم عقب كل صلاة أن يرزقهم الله الجنة ويرضى عنهم، فكيف لا أعطيهم من حطام الدنيا؟! إذاً: عابد يعبد الله على العلائق، أي: على أمور متعلقة بالدنيا والغفلة التي تأتي.

الدرجة الأعلى: الزاهد الذي يعبد الله على غير العلائق، أي: من استولى الله عز وجل على قلبه فلا يذكر إلا الله، ولا يكون مقصده إلا الله عز وجل، قال تعالى: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} [النجم:42] هذه هي الدرجة العليا.

أما الدرجة الأعلى من الجميع، فهي درجة الصديقية، والصديق هو الذي يعبد الله على الرضا، كما كان أبو بكر رضي الله عنه، اللهم لا تحرمنا مجاورة الصالحين في الجنة يا أرحم الراحمين.

أعود إلى ما ابتدأت فيه من حديث: يا أخا الإسلام بينك وبين الجنة قنطرة وحاجز، وتستطيع أن تعبر هذه القنطرة بخطوتين: خطوة عن نفسك، وخطوة عن الناس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015