قال الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى مدارج السالكين فى الجزء الثانى صفحة خمس وستين فى بيان معنى مراقبة العبد لربه قال المراقبة هى دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الله على ظاهره وباطنه أن تعلم دائما وأن تتيقن جازما فى جميع أحوالك بأن الله مطلع على ظاهرك وعلى باطنك سبحانه وتعالى هذا المعنى إخوتى الكرام للمراقبة ينبغى أن نستحضره فى جميع أحوالنا هذا المعنى ما خلت منه ورقة من ورقات المصحف الشريف كما ذكر ذلك شيخنا عليه رحمة الله فى أول تفسير سورة نبى الله هود وعليه الصلاة والسلام على نبينا فى الجزء الثالث صفحة عشرة يقول لا تخلو ورقة من المصحف الكريم إلا وجدت فيها آية بهذا المعنى يعنى أن الله يعلم سرنا وجهرنا علانيتنا وسرنا جميع أحوالنا مطلع علينا.

قال الله جل وعلا: {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} .

وقال جل وعلا: {ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم} .

وقال جل وعلا: {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع} ، {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} .

ويقول الله جل وعلا فى أول سورة النساء: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} فراقب الله فهو يراقبك فى جميع الأحوال سبحانه وتعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015