وثبت في سنن النسائي، بإسنادٍ صحيح من حديث أبي هريرة أيضاً رضي الله عنه وأرضاه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر شهر رمضان، ففضله على سائر شهور العام، ثم قال: [من قام رمضان إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه] وفي رواية في سنن النسائي بإسناد صحيح أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله فرض عليكم الصيام وسننت لكم القيام، [فمن صام رمضان وقامه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه] .

إخوتي الكرام: فالقيام في هذا الشهر الكريم يعدل أجر الصيام عند رب العالمين، وقد كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - يقوم هذا الشهر، كما كان يصومه، وكان يخص هذه الأيام التي نعيش فيها في هذه الأوقات بمزيد قيام، عليه الصلاة والسلام.

فأيام العشر لها من المنزلة ما ليس لسائر أيام رمضان، فإذا كان القيام مسنوناً ومشروعاً ومرغباً في رمضان فإن في هذه الأيام التي نعيش فيها – آخر شهر رمضان – القيام مرغَّب من باب أولى وآكد، وقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام يولي هذه الأيام – نهارها وليلها عناية خاصة، ويبذل فيها ما لا يبذله في غيرها من أيام شهر رمضان كما يبذل في شهر رمضان من الجد والاجتهاد ما لا يقوم به في سائر شهور العام.

ثبت في المسند، وصحيح مسلم، والحديث رواه الإمام الترمذي والنسائي وابن ماجه، وكما قلت إنه في صحيح مسلم فلا داعي للتنصيص على صحته فهو صحيح، من حديث أمنا عائشة رضي الله عنها قالت [كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره وكان يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيرها] فهو فداه أنفسنا وآباؤنا وأمهاتنا وعليه صلوات وسلام ربنا، عليه الصلاة والسلام، كان يجتهد في شهر رمضان في نهاره وليله ما لا يجتهد في سائر شهور العام لكنه يخص العشر الأخير من رمضان بمزيد جد واجتهاد وتقرب إلى ربنا الرحمن وهذا الجد الذي كان يقوم به نبينا عليه الصلاة والسلام، في العشر الأخير من شهر رمضان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015