وقد كان جبريل يعرض القرآن على نبينا الجليل عليهما صلوات الله وسلامه –كل سنة مرة في شهر رمضان، وأما في السنة التي قبض فيها نبينا عليه الصلاة والسلام فعرض عليه القرآن مرتين في شهر رمضان كما في المسند والصحيحين والسنن الأربعة والحديث رواه ابن حبان والحاكم في المستدرك من رواية أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: (لما كان اليوم الذي مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين وجد في الصباح خفه عليه صلوات الله وسلامه ونشاطاً فتفرق عنه أصحابه فجاء نساؤه لم يغادر منهن واحدة –كلهن حَضَرْنَ- واجتمعن حوله عليه وعلى آل بيته وأزواجه صلوات الله وسلامه ثم جاءت البَضْعةُ الطاهرة فاطمة رضي الله عنها تمشي إلى النبي عليه الصلاة والسلام وهو على فراش الموت عليه صلوات الله وسلامه تقول أمنا عائشة رضي الله عنها ما تخطئ مِشيتُها مِشْيَة النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً وكانت أشبه الناس به ولاً وسمتاً وهدياً ومشية عليها وعلى أبيها وعلى آل بيت نبينا صلوات الله وسلامه فجاءت وسلمت على النبي عليه الصلاة والسلام فرحب بها وقال: مرحباً يا ابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله عليه صلوات الله وسلامه ثم أسرّ إليها شيئاً فبكت رضي الله عنها وأرضاها فلما طال بكاؤها وكثر أسر إليها شيئاً آخر فضحكت رضي الله عنها وأرضاها تقول أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها عجبت لهذه تبكي من أجل السرار خصها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسرار- أي بسر – من بين نسائه ثم تبكي رضي الله عنها وأرضاها قالت: فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم أي لحاجته قلت لها أخبريني ما الذي أبكاكي وماذا أسر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكي؟ وقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم إني إذاً لَبَذِرَة أي مغشية للسر لا تحافظ على السر ولا تضبطه تقول أمنا عائشة رضي الله عنها بعد ذلك أسألك بمنزلتي عندك لما أخبرتيني بما حدثك به رسول الله صلى الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015