بأرضِ فلاة , بل ذلك كله والكرسي [كله] (?) كخردلة ملقاة بأرضِ فلاة عند عرش الرحمن سبحانه , فكيف برؤية ربّ العرش العظيم الذي لا نسبة للعرش والكرسي وسائر خلقه إليه سبحانه وتعالى , قال: فلو كان رآه وهذا شأن رؤيته لم يمتن عليه برؤية ما سواه وكل ما سواه ليس له نسبة إلى عظمته ولكان قال: لقد رأى ربَّهُ الأعظَمُ والله تعالى أعلم.

فأما في الآخرة فلا شك أن له من الرؤية النصيب الأوفر , والحظ الأعظم , كما له من الدرجات في الجنة أعلاها , ومن مناصب الآخرة أجلها وأسماها , ومن كراماتها غاية منتاها , وفوائد حديث المعراج عظيمة يضيق [ق 80/ظ] الوقت عن استيفائها , ويتعذر أو يتعسر الوصل إلى استقصائها , وقد رَوى حديث الإسراء والمعراج عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

جماعَةٌ من الصحابة منهم علي وابن مسعود وأبيّ وحذيفة وأبو سعيد وجابر وأبو هريرة وابن عباس وأم هانئ - رضي الله عنهم - , وهو مخرج في الصحيحين , رواه البخاري في أربعة مواضع من صحيحه (ورواه مسلم) (?) بعدة طرق في صحيحه , وغيرهما , وهو من أعظم معجزاته - صلى الله عليه وسلم -.

فصل جامع لمقاصد الكتاب

كل معجزة وفضيلة ومنقبة حصلت للأنبياء فبكمال نبوّتهم , وكمال نبوتهم كان بالإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم - , والإقرار برسالته , والعزم على نصره لو (?) خرج وهم أحياء , وبذلك أخَذ الله عليهم [الميثاق و] (?) العهد في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015