فصل ومن خصائصه أنه لم يكن أحد يغلبه بالقوة

فصل

ومن خصائصه أنه لم يكن أحَدٌ يَغلِبه بالقوّة , ومنها أنه (كان) (?) إذا لم يجد الماء مَدّ أصابعه فيتَفَجّر الماء من بينها حتى يقضي [ق 64/و] طُهُوره وقد أشرنا إلى ذلك , ومنها أن السحاب كانت تظله وكان في بعض المغازي مع أصحابه فكان إذا وقعت عليه الشمس جاءت سحابة فأظلّته (?) تدور معه كيف دار إلى آخر النهار ثم تزول فتعود اليوم الثاني , ومنها أن الأرض كانت تطوى له فيُسرِع أصحابه خلفْه حتى تتقطع نعالهم وتسقط أرديتهم وهو - صلى الله عليه وسلم - غير مُكترث (?) , ومنها أنه كان إذا مسَّ شيئاً لم تضرّ النارُ ذلك الشيء كما روى عَبّادُ بن عبدالصمد (?) قال: أتينا أنس بن مالك نسلّم عليه فدعا لنا بالمائدة فتغدّينا عنده ثم قال يا جارية هاتي المنديل فأُتي بمنديل فقال: يا جاريةُ اسجُرِي التَنّور قالت: وما اسجُرِيه؟ قال: أوقدِيه فأوقدَته ثم أُتي بالمنديل فطُرح فيه فخرج أبيض كأنه اللبن الحليب قلت: ما هذا يا أبا حمزة قال: هذا منديل كان يمسح النبي - صلى الله عليه وسلم - به وجهه فإذا اتّسَخ به صنعنا به هكذا لأن النار لا تأكل شيئاً مرّ على وجه الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه (?) , قال: فمسحنا به وجوهنا فله من هذه الفضيلة الشركة والنصيب الوافر , ومنها أن السّماء لم تكن تُحرَس ولا يُرمى منها بالشّهب قبل

محمد - صلى الله عليه وسلم - وكانت الشياطين تقعد منها مقاعد للسمع (?) فلما بُعث - صلى الله عليه وسلم - حُرِست ورميت بالشّهب قال الله تعالى مخبراً عنهم: {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015