ورأيت على (يد) (?) الثالث حريرة بيضاء قد طُويت طيّاً شديداً فنشرها فأخرج منها خاتماً تحارُ أبصار الناظرين دونه فأخذه صاحبُ الطست وأنا أنظر إليه فغسله بماء الإبريق سبع مرّات ثم ختم بالخاتم بين كتفيه ختماً واحداً ولفه في الحريرة واستدار عليه بخيط من المسك الأذفر ثم حمله فأدخله بين أجنحته ساعة قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان ذلك رضوان خازن الجنان قالت وقرأ في أذنه كلاماً كثيراً لم (?) أفهمه وقبّل بين عينيه وقال له أبشر: يا محمّد فما بقي لنبيّ عِلم إلا وقد أُعطِيتَهُ وأنت أكثرهم علماً وأشجعهم قلباً معك مفاتيح النّصر وقد أُعطِيتَ الأمن من الخوف والرّعب ولا يسمع أحد بذكْرك إلا وَجِلَ قلبُه وخفق ولو لم يَرَك يا حبيب الله (?)؛ ومنها: ما ذكر عبدالمطّلب أنّه كان عند الكعبة ليلة ولادة النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لما انتصف الليل إذا أنَا بالبيت الحرام قد مال بجوانِبه الأربعة فخر ساجداً في مَقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام كالرّجل الساجد , ثم استوى قائماً وأنا أسمع له تكبيراً عجيباً ينادي: الله أكبر ربّ محمّد المصطفى الآن قد طهّرني (ربّي) (?) من أنجاس المشركين وحميّة الجاهلية , ونظرت إلى الأصنام كلّها تنتفض كما ينتفض الثّوبُ [ق 62/ظ] , ونظرت إلى الصنم الأعظم هُبَل قد أكبّ على وجهه , وسمعتُ منادياً ينادي: ألا إنّ آمنة ولدتْ محمّداً - صلى الله عليه وسلم - وقد سَكبت عليه سحائبُ الرحمة هذا طست من الفردوس قد أنزل ليُغسل فيه (?)؛ ومنها أنّ مهده - صلى الله عليه وسلم - كان يُحرك بتحريك الملائكة (?) , (كانت الملائكة) (?) تحرّكه وتطوف به تبرُّكاً به - صلى الله عليه وسلم - , وقال له العباس عمّه: دعاني إلى الدخول في دينك أمارات نبوّتك رأيتك في المهد تناغي القمرَ وتشير إليه بأصابعك فحَيثُ أشرتَ إليه مال فقال - صلى الله عليه وسلم -: «كنت أحدّثه ويحدّثني ويُلهيني عن البكاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015