القومَ بعد ما كانت لا تلحقهم إلا مع شدة (شديدة) (?) (?) فكل ذلك محض بركةٍ أظهرها الله تعالى به وأجْراها على من أجراها بسببه ولم يكن حينئذ في معرض إظهار معجزة وإقامة حجة ودعاءٍ إلى نفسه وإن كانت مما يُستشهد بها في ثاني الحال على شرفه وعظم شأنه وعلوّ مكانه وصدقه في دعواه - صلى الله عليه وسلم -؛ وأما ناقة صالح - عليه السلام - وعظم خلقها وبديع شكلها وتذليل الله تعالى (لها) (?) في يده فهذا شئ خُلِقَ لإبْرام أمْرٍ أراده الله تعالى لا يتم إلا على هذا الوجه وإنّما خُلقت لتطيعه وتَذِلّ وهي كانت مُعجزته الشاهدة برسالته والمصدّقة بنبوته والمعجزة الخارقة في تذليل المستصْعَبِ من الإبل المعتادِ صيالُها المعهودِ نُفورُها فإن محمداً - صلى الله عليه وسلم - ذُللَّ له المُسْتَصْعَبُ من الإبل كما في حديث جابر - رضي الله عنه - قال: سرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا جمل نادٌّ من صاحبه حتى إذا كان بين السِماطين خرّ ساجداً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «مَن صاحبُ هذا الجمل» فإذا فِتْيَةٌ من الأنصار قالوا: هو لنا يا رسول الله , قال: «فما شأنه» , قالوا: سَنَيْنا (?) عليه مُنذ عشرين سَنة وكانت به شُحَيمة , فأردنا أن ننحره فنقسمه بين غلماننا فانفلتَ منّا , قال: «تبيعونه» , قالوا: لا بل هو لك يا رسول الله , قال: «أمّا لي فأحسنوا إليه حتى يأتي

أجَلُه [ق 38/ظ]» (?)؛ وفي رواية عنه قال: أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من سفر , حتى دُفعنا إلى حائطٍ من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015