كريم أراد الله إتمام فضله ... فأخلاقه أرض وجدواه أمطار

له بدهات حين لا ينطق الورى ... ورأي إذا ما استعجز السيف بتّار

ولم أرَ بحراً قطّ يدعى بجعفر ... سواه وإلاّ فالجعافر أنهار

كنت قد نظمت من قصيدة ببغداد قبل أن أسمع بهذا الشعر واعتقدت أني ابتكرت المعنى:

وأعجب منه كيف سمي جعفراً ... وراحته بحر الندى يردونه

وقال:

ألا ساعة يمحو بها الدهر ذنبه ... فقد طال ما أشكو وما أتبرّم

فلم أر مثلي بين عينيه جنة ... وبين حشاه والتراقي جهنّم

عبد الله السمسطي

كان معاصر أبي الصّلت بالمهدية، وممدوحهما واحد. قال من قصيدة في مدح يحيى بن تميم بن المعز بن باديس صاحب المهدية وهي:

وإن لأبكاري عليك تبرجاً ... وحق لها إذ حسن قدّك يجتلي

وحيث بفضل البحتري توكّلا ... على ملك أعلى من المتوكّل

وقد أبطل في القول فما بلغ درجة المتوكل أحد:

وأشعرت شعري أن مدحك فرضُه ... فلم يبق فيه حصّة للتنقّل

وكدت وإني إن أمِرْتُ لَفاعِلٌ ... أحرّم ألفاظ الهوى والتغزّل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015