التراجم

كان الخليفة المعتضد بالله داود مجتهدا في السير مع ندمائه وأصحابه على قاعدة الخلفاء فيضعف موجوده عن إدراك مقصده ولذلك تحمل جملة ديون ومحاسنه شتى أعرفه قديما وحديثا تزوج بزوجة.

الوالد بعد موته الست قمر بنت الأمير دمرداش وكان بينها وبين الوالدة محبة مستمرة إلى الممات رحمهم الله.

وكان الشيخ محمد ابن الزين من الشعراء المعدودة وشعره كثير بالأيدي مع استحضار القراءات السبع وله كرامة فإنه به صمم عظيم بحيث لا يكاد يسمع الطبول العظيمة وإذا قري عليه القرآن يرد الغلط رحمه الله.

وتوفي القاضي زين الدين عبد الرحمان الحنفي أحد نواب الحكم في يوم السبت الحادي والعشرين من رجب وكان مشكور السيرة.

سمع المقريزي على البرهان الشامي والحراوي والبران الآمدي والسراج البلقيني والزين العراقي والهيتمي وبمكة من ابن سكر والنشاور وغيرهما وأجاز له الشهاب الاذرعي والبهاء أبو البقاء السبكي والجمال الاسنوي وغيرهم.

وكان منقطعا عن الناس مع الدين المتين وكثرة الاوراد والتجهد والصيام حلو المحاضرة فكه المنادمة خصوصا في التاريخ وأيام السلف من القرون لماضية فإنه كان أعجوبة في ذلك وكان معظما في الدولة مبجلا عند الأكابر إلى الغاية حتى كان إذا خدم على الوزير ابن نصر الله ناظر الخاص يجلس بينه وبين ولده الصلاح محمد الاستادار على تيم فيهم أفعى عمره في كتابه التاريخ والتصانيف المفيدة النافعة التي هي في عدة فنون ويضيق المحل عن ذكرها استوعبناها في المنهل الصافي وكانت بيني وبينه صحب أكيدة ومحبة زائدة وقد قرأت عليه كثيرا من مصنفاته وبه انتفعت ومنه استفدت وهو الذي حببني في هذا الشأن وسمعت عليه فضل الخيل للدمياطي بكماله وغيره وأجاز لي جميع مروياته ومؤلفاته وقد تولى الحسبة غير مرة وكانت أول ولايته لها من قبل الظاهر برقوق في رجب سنة أحد ى وثمانمائة وعزل عنها بالبدر العيني في ذي الحجة منها وهي أول ولايات البدر لها أيضاً وسئل بقضاء مستوفي الدولة الناصرية فرج فامتنع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015