(3)

الباب الأول حول الإنسان، وفيه فصلان:

1/ 3 - الفصل الأول: خلق الإنسان، وفيه مباحث:

2/ 3 - المبحث الأول: تعريف الإنسان.

الإِنسانُ أَصله إِنْسِيانٌ، لأَن العرب قاطبة قالوا في تصغيره: أُنَيْسِيانٌ، فدلت الياء الأَخيرة على الياء في تكبيره، إِلا أَنهم حذفوها لمّا كثر في كلامهم، والجمع الناس، مذكّر، وفي التنزيل: يا أَيها الناسُ، وقد يؤنّث على معنى القبيلة أَو الطائفة، كقولهم: جاءَتك الناسُ، معناه: جاءَتك القبيلة، أَو القطعة منهم، وفي حديث ابن صَيَّاد: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يوم:

2 - (انْطَلِقوا بنا إِلى أُنَيسيانٍ قد رأَينا شأْنه) وهو تصغير إِنسان، جاء شاذّاً على غير قياس، وقياسه أُنَيْسانٌ، وإِذا قالوا أَناسينُ فهو جمع بَيِّنٌ، مثل بُسْتانٍ وبَساتينَ، وإِذا قالوا: أَناسي كثيراً، فخففوا الياء، وأَسقطوا الياء التي تكون فيما بين عين الفعل ولامه، مثل قَراقيرَ وقراقِرَ، ويُبَيِّنُ جواز أَناسي، بالتخفيف، قول العرب: أَناسيَة كثيرة، والواحدُ إِنْسِيٌّ وأُناسٌ، روي عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أَنه قال: إِنما سمي الإِنسان إِنساناً لأَنه عهد إِليه فَنَسيَ، وهو حجة قوية لمن قال: إِذا كان الإِنسان في الأَصل إِنسيانٌ، فهو إِفْعِلانٌ من النِّسْيان (?).

فالإنسان اسم جنس يطلق على بني آدم، الذكر والأنثى، الصغير والكبير، الأبيض والأحمر، والأصفر والأسود، وهذا الجنس من خلق الله تعالى، كتب له الاصطفاء من سائر المخلوقات، والتكريم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015