عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السماوات السبع على إصبع (1) ، والشجر على إصبع، والماء على إصبع، والثرى (2) على إصبع،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

= يتكفؤها الجبار بيده، كما يتكفأ أحدكم خبزته "1. وقد جاءت أحاديث كثيرة متعلقة بمعنى هذه الآية، ومذهب السلف فيها وفي أمثالها إمرارها كما جاءت، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، وأن لها معان حقيقة، أثبتوها وفسروها بما يوافق دلالتها، وكانوا إذا سئلوا عن شيء من ذلك لم ينفوا معناه، بل يثبتونه، وإنما ينفون الكيفية، كما قال مالك وغيره: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، وتبعهم السلف على ذلك.

(1) الإصبع واحد الأصابع، يذكر ويؤنث، وفيه خمس لغات، وقيل عشر، فتح الهمزة وضمها وكسرها مع الحركات الثلاث في الباء، والعاشرة أصبوع، وأفصحهن، كسر الهمزة وفتح الباء. والحبر: بفتح الحاء وكسرها واحد أحبار اليهود، قيل: الكسر أفصح. وهو العالم بتحبير الكلام وتحسينه، سمي حبرا لما يبقى من أثر علومه في قلوب الناس، وآثار أفعاله الحسنة المقتدى بها. وقال أبو عبيد: يرويه المحدثون كلهم بالفتح، أي يجد الحبر ذلك الوصف في كتبهم. قال المصنف: وفيه أن هذه العلوم وأمثالها باقية عند اليهود الذين في زمنه صلى الله عليه وسلم لم ينكروها ولم يتأولوها. وفيه إثبات الأصابع للرحمن جل وعلا، على ما يليق بجلاله وعظمته، وفي الحديث: " القلب بين إصبعين من أصابع الرحمن "2

(2) الثرى التراب الندي، ولعل المراد هنا الأرض، والشجر ما له ساق صلب كالنخل وغيره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015