فقلنا: أنت سيدنا. فقال: السيد الله تبارك وتعالى (1) . فقلنا: وأفضلنا فضلا، وأعظمنا طولا (2) . فقال: قولوا بقولكم (3) أو بعض قولكم (4) ، ولا يستجرينكم الشيطان "1 رواه أبو داود بسند جيد (5) .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) يريد - عليه الصلاة والسلام - أن السؤدد حقيقة لله عز وجل وأن الخلق كلهم عبيد له، والسيد إذا أطلق عليه تعالى فهو بمعنى المالك والمولى والرب. قال ابن عباس: {اللَّهُ الصَّمَدُ} 2 أي السيد الذي كل في جميع أنواع السؤدد) . وقوله: " وقوموا إلى سيدكم "3 لعله لم تواجه به سعدا، وكذا قوله: " أنا سيد ولد آدم "4 إظهارا للشجاعة، فيكون فيه تفصيل، أو يدلان على الجواز، وحديثا الباب ونحوهما يدلان على الأدب مع الله عز وجل.

(2) الفضل الخير، خلاف النقيصة، وفضل فلان على غيره إذا غلبه بالفضل، وطال يطول طولا من باب قال، إذا فضل، والطول الفضل والعطاء والقدرة والغنى.

(3) أرشدهم إلى الأدب في ذلك فأمرهم أن يقولوا بقولهم من قبل هذه المقالة، ولا يتكلفوا الألفاظ التي ربما أدت إلى الغلو، أو ما لا يحسن، وأمرهم أن يدعوه بمحمد رسول الله، كما سماه الله عز وجل.

(4) فيه حذف، أي: أودعوا بعض قولكم واتركوه، يريد بذلك الاقتصار في المقال، وذلك أنهم كانوا مدحوه فكره لهم المبالغة ونهاهم عنه.

(5) يستجرين بفتح المثناة التحتية، وسكون السين، وفتح المثناة الفوقية، وسكون الجيم، وكسر الراء، أي لا يتخذنكم جريا، ويقال: الوكيل. وفي النهاية: فيتخذكم جريا، أي رسولا وكيلا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015