وعن سلمان رضي الله عنه (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة لا يكلمهم الله (2) ، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم (3) : أُشيمط زان (4) ،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

= دخلت عليه بسبب حلفه، وربما ذهب ثمن تلك السلعة بالكلية، فإن ما عند الله إنما ينال بطاعته، وإن تزخرفت الدنيا للعاصي، فعاقبتها الاضمحلال والذهاب والعقاب الوبيل.

(1) هو أبو عبد الله الفارسي ابن الإسلام، ويقال له: سلمان الخير، أصله من أصبهان، وفي الصحيح عنه أنه من رام هرمز، وأنه تداوله بضعة عشر من رب إلى رب. وقال ابن منده: اسمه مايه بن لوذخشان بن مورسلا بن بهوذان من ولدان الملك، وكان أدرك وصي عيسى، أسلم مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، أول ما شهد الخندق، روى عنه أنس وابن عباس وغيرهما، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " سلمان منا أهل البيت ". قال الحسن: كان أميرا على ثلاثين ألفا، توفي سنة 36 هـ، قيل: وله 350 سنة.

(2) نفي كلام الله لهؤلاء العصاة وعيد شديد في حقهم، ودليل على أن الله يكلم من أطاعه، كما تواترت به النصوص من الكتاب والسنة، وأن الكلام صفة من صفات كماله، وهو مذهب أهل السنة والجماعة.

(3) وهذا من تمام العقوبة لهم، والزكاة في الأصل الطهارة والنماء والبركة والمدح والزيادة، أي لا يثني عليهم، ولا يطهرهم من دنس الذنوب. {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} 1 موجع، فهؤلاء لما عظم ذنبهم عظمت عقوبتهم، وهذا زجر عظيم لمن له عقل عن تعاطي هذه الأعمال السيئة.

(4) صغره تحقيرا له؛ وذلك لأن داعي المعصية والفجور ضعيف في حقه، فدل على أن الحامل له على الزنا محبة المعصية والفجور، وعدم الخوف من الله وخشيته، =

طور بواسطة نورين ميديا © 2015