تذكر أيها المسلم ساعة مفارقتك لهذه الدنيا، ساعة نزول ملك الموت بك واقتراب أجلك، حولك أهلك وذووك لا يستطيعون أن يدفعوا عنك سوءا ولا يؤخروك يوما، تعاني ما لا يعلمون ولا يدور في أفكارهم، {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ} (?) .

“ يمثل للمسلم عند احتضاره مقعده في الجنة، وللكافر مقعده من النار “

تذكر أيها المسلم مفارقتك لهذه الدنيا، وتذكر أن المؤمنين في تلك اللحظة يعيشون سعادة وراحة تبشرهم ملائكة الرحمن، {أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (?) {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} (?) ، يمثل له مقعده في الجنة فيراه قبل أن يفارق فراشه، فيحب لقاء الله فيحب الله لقاءه، وأما الكافر فإنه يمثل له مقعده من النار فيكره لقاء الله فيكره الله لقاءه ولا بد له من الموت، فتذكروا هذه الأمور عسى أن تكون سببا لصلاح قلوبكم واستقامة أحوالكم، تذكروا ما بعد الموت، تذكروا العظيمتين الجنة والنار، مآل المتقين ومآل الفجار، وليكن تذكركم لها دائما؛ عسى أن تكون هادية لكم إلى الخير، وسببا في استقامة القلوب والأعمال.

اللهم وفق المسلمين لما يرضيك، اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك، اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (?) ، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا، ووفقهم لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، اللهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015