من بعدهم، والتابعون لهم بعد ذلك هم أهل السنة والجماعة، الذين لزموا الأصول المتقدمة، واقتفوا واتبعوا آثار السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، فهؤلاء على مراتب: التابعون، وتابعوهم، وتابعوهم إلى يوم القيامة.

يقول الشيخ: "وفيهم الأبدال" وهذا اللفظ ورد في بعض الأحاديث (?)، ولكن ذكر شيخ الإسلام (?) وغيره: أنه لم يصح حديث الأبدال.

لكن معنى الأبدال صحيح (?) واقع، والمراد بالأبدال: العلماء العاملون والعُبَّاد الصالحون الذين يخلف بعضهم بعضًا، كلما مات عالم قام بدله، وكلما مات عابد خلفه من بعده، هؤلاء أبدال، وجاء في الحديث:" لا يزال الله سبحانه وتعالى يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته " (?).

فالصالحون والأئمة لا يزالون، وإن كان في آخر الزمان يقل العلم ويثبت الجهل، و "الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من صدور الرجال وإنما يقبض العلم بقبض العلماء " (?). ولكن هذا لا يعني أنه ينقطع وينصرم، وإن قل، فحجة الله قائمة على عباده إلى أن يأتي أمر الله تبارك وتعالى.

ولهذا نبه الشيخ إلى هذا المعنى بقوله: إن هذه الطائفة لا تزال كما أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015