توجيه اللمع (صفحة 93)

باب: (الأفعال)

قال ابن جني: وهو ثلاثة أضرب تنقسم بأقسام الزمان: ماض, وحاضر, مستقبل. فالماضي: ما قرن به الماضي من الأزمنة نحو قولك: قام أمس وقعد أول من أمس, والحاضر: ما قرن به الحاضر من الأزمنة نحو قولك: هو يقرأ الآن, وهو يصلي الساعة. وهذا اللفظ قد يصلح أيضًا للمتسقبل مجازًا واتساعًا إلا أن الحال أولى به من الاستقبال تقول: هو يقرأ غدًا, ويصلي بعد غد, فإن أردت إخلاصه للمستقبل أدخلت في أوله السين أو سوف فقلت: سيقرأ غدًا, وسوف يصلي بعد غد.

والمستقبل: ما قرن به المستقبل من الأزمنة نحو قولك: سينطلق غدًا, وسوف يقوم غدًا, وكذلك جميع أفعال الأمر والنهي: قم غدًا ولا تقعد غدًا.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(باب الأفعال)

قال ابن الخباز: الأفعال مشتقة من المصادر, وفائدة الاشتقاق: الدلالة على اقتران الأحداث بالأزمنة المحصلة من ماض وحاضر ومستقبل. وانقسامها إلى ثلاثة أقسام ضروري, وذلك لأن الفعل لا يخلو من أن يكون زمان الإخبار به زمان وجوده أو غير زمان وجوده, فإن كان الأول: فهو الحال. وإن كان الثاني: فلا يخلو زمان وجوده من أن يكون وجوده مترقبًا أو متقضيا, فالأول /: المستقبل, 17/ب والثاني: الماضي. وهذا الحصر ضروري, لأنه دائر بين النفي والإثبات.

واختلف النحويون في الأصل من الأقسام الثلاثة, فقال قوم: الماضي هو الأصل, لأنه يكون مجردًا من الزيادة ثم تلحقه زيادات المضارعة, والأصل عدم الزيادة. وقال قوم: الأصل فعل الحال, لأنه موجود والماضي والمستقبل معدومان, ولا شبهة في أن الموجود أقوى من المعدوم. وقال قومك المستقبل هو الأصل, لأن العدات به تكون وهو يصير إلى الحال ثم إلى الماضي.

والماضي ثلاثة أقسام: ماضٍ في اللفظ والمعنى: وهو الفعل المبني على الفتح المجرد =

طور بواسطة نورين ميديا © 2015