توجيه اللمع (صفحة 517)

باب: (النونين)

قال ابن جني: وهما خفيفة, وثقيلة, فالثقيلة: أشد توكيدًا من الخفيفة والفعل قبلهما مبني على الفتح معهما, وأكثر ما تدخلان فيه القسم, تقول: والله لأقومن, وتالله لأذهبن, قال الله عز وجل: {لأرجمنك واهجرني مليا}.

وقد تدخلان في الأمر والنهي والاستفهام. تقول: اضربن زيدًا ولا تشتما بكرا وقال الأعشى:

*ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا*

وقال الآخر:

فلا تضيقن إن السلم آمنة ... ملساء ليس بها وعث ولا ضيق

وكذلك المعتل أيضًا تقول: ارمين زيدًا, ولا تعزون جعفرًا, ولا تخشين سوءًا, قال الشاعر:

استقدر الله خيرًا وارضين به ... فبينمنا العسر إذ دارت مياسير

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(باب النونين)

قال ابن الخباز: وهما ثقيلة, وخفيفة, فالثقيلة مشددة بمنزلة نونين, والخفيفة نون واحدة ساكنة لأنه لا حاجة إلى حركتها, فالثقيلة مبنية على الحركة لالتقاء الساكنين, ومفتوحة لأنها والفعل كلمة واحدة, فاختير لها الفتح للطول, وهي أشد توكيدًا من الخفيفة لأن لفظها أكثر من لفظها.

فإن قلت: فأيهما الأصل؟

قلت: الخفيفة, لأن الثقيلة أزيد منها لفظًا ومعنى, والزيادة طارئة عارضة فالعاري من الزيادة هو الأصل. فإذا قلت: اضربن بالخفيفة فقد ذكرت الفعل في التقدير مرتين, فكأنك (قلت): اضرب اضرب, فإذا قلت: اضربن بالشديدة فقد كررت الفعل في التقدير ثلاث مرات فكأنك قلت: اضرب اضرب اضرب,

طور بواسطة نورين ميديا © 2015