توجيه اللمع (صفحة 291)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

= أحر من شمس أمس. والثاني: أن الجمع على تسمية الضوأين باسم النيرين, وأضواءهما كثيرة.

وللنكرة علامات تعتبر بها, منها دخول رب, كقولك: رب رجل, فأما قول العرب ربه رجلًا, فقد دخلت فيه على الضمير, وذلك لأنه ضمير غائب يرمى به من غير قصد إلى مظهر, فجرى مجرى النكرة.

/ ومنها: اللام نحو الرجل والغلام, لأنه لو لم يكن نكرة لم يصح دخول الألف واللام عليه. والفرق بين العلامتين: أن رب يستدل بها على وجود التنكير قبلها وسنذكر شرح الألف واللام.

واعلم أن مراتب النكرات متفاضلات في العموم والخصوص, والأصل في ذلك أن المشتركات في المعنى متى كثرت اشتد عموم النكرة, ومتى قلت قل العموم, والقلة والكثرة صفتان إضافيتان, فقد يكون الشيء قليلا بالنسبة إلى ما فوقه كثيرًا بالنسبة إلى ما تحته وكلما علت مرتبة المنسوب إليه ظهرت قلته, وإذا نسبته إلى ما دونه ظهرت كثرته فإن العشرة نصف العشرين, وعشر المائة, وخمس الخمسين, وهي مثل الثمانية مرة وربعًا, ومثل السنة مرة وثلثين, ومثل الأربعة مرتين ونصفًا, وإذا تأملت ما ذكرته من هذا المثال قويت به على ما أسوقه من النكرات المرتبة في العموم والخصوص, ولها مراتب, قال أبو الفتح: (فأعم الأسماء وأبهمها شيء) اختلف الناس في شيء:

فقال أرباب اللغة: لا اسم أعم منه, والدليل على ذلك أن الموجودات لا تخلو من أن تكون موجودات ذهنية أو موجودات خارجية, وعلى كل حال يطلق عليها لفظ شيء قال عز وجل في إطلاقه على الموجود: {كل شيء هالك إلا وجهه} ألا ترى أن الحكم بالهلاك إنما يصح على الموجود, وقال تعالى في إطلاقه على =

طور بواسطة نورين ميديا © 2015