توجيه اللمع (صفحة 287)

قال ابن جني: فإن كان المضمر مجرورًا لم تعطف عليه إلا بإعادة الجار تقول: مررت بك وبزيد, ونزلت عليك وعلى عمرو, ولو قلت: مررت بك وزيد كان لحنًا على أنهم قد أنشدوا:

فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا ... فاذهب فما بك والأيام من عجب

ـــــــــــــــــــــــــــــ

= توكيد لكان في الظاهر كعطف الاسم على الفعل.

وذهب الكوفيون إلى جواز ترك التوكيد, واحتجوا بقوله تعالى: {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آبناؤنا} وبقول عمر بن أبي ربيعة:

196 - قلت إذا أقبلت وزهر تهادى ... كنعاج الفلا تعسفن رملًا

والجواب عن الآية أن الفصل بلا قام مقام التوكيد, وعن البيت أنه ضرورة.

قال ابن الخباز: وإن كان المعطوف عليه مجرورًا وجبت إعادة الجار كقولك: مررت بك وبزيد. وسرت إليك وإلى عمرو, وكذلك المعطوف على المجرور بالإضافة كقولك: بينك وبين زيد درهم. قال أبو علي: لأن المضمر المجرور أشبه التنوين حيث كان على حرف واحد, ولم يجز الفصل بينه وبين ما هو معه, فلذلك أعيد الجار. وذهب الكوفيون إلى جواز ترك الإعادة, واحتجوا بقوله: {وصد عن سبيل الله وكفروا به والمسجد الحرام} وبقوله تعالى: {تساءلون به والأرحام}.

ويقول الشاعر:

197 - فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا ... فاذهب فما بك والأيام من عجب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015