توجيه اللمع (صفحة 221)

قال ابن جني: وتكون تبعيضًا كقولك: أخذت من المال أي: بعضه, وشربت. / من الماء أي: بعضه. وتكون زائدة وهي للتوكيد, قال الله عز وجل: {ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم} أي: خير, دخولها كخروجها نحو قولك: ما جاءني من أحد أي: أحد, وما رأيت من أحد, أي: أحدًا.

ومعنى إلى: الانتهاء. تقول: خرجت من الكوفة إلى بغداد أي انتهيت السير إلى بغداد.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

= «لو عملت حروف الجر رفعًا أو نصبًا لم يبن لها أثر, لأن الفعل يعمل ذلك دونها» وهذه الحروف ثلاثة أقسام:

الأول: ما يلزمه الحرفية, وهو تسعة أحرف: , من, وإلى, وفى, ورب, والباء, واللام, والواو, والتاء, وحتى.

وقسم يكون اسمًا وحرفًا, وهو خمسة: على, وعن, وكاف التشبيه, ومذ, ومنذ. وقسم يكون حرفًا وفعلًا, وهو ثلاثة: حاشا, وخلا, وعدا: ولم يذكر عدا أبو الفتح, وقد روى الجر بها أبو الحسن.

وأنا أسوق إليك هذه الحروف واحدًا واحدًا, واذكر نبذًا من أحكامها ومعانيها تفيد الناظر فيها, والله الموفق.

أما من: فالمعنى الذي يعمها هو ابتداء الغاية تقول: سرت من البصرة, أي: كان ابتداء مسيري منها, إما من وسطها وإما من ناحية من نواحيها. وإذا قلت: أخذت من زيد, فقد جعلته مبتدأ غاية الأخذ.

قل ابن الخباز: وتكون للتبعيض, نحو أخذت من الدراهم, وتعرفها بأنك لو أسقطها. لتناول الفعل جميع الشيء كقولك: أخذت الدراهم. وقال أبو العباس =

طور بواسطة نورين ميديا © 2015